يعتبر العود من أقدم الآلات الوترية، إذ يعود تاريخه إلى العهد الأكادي (2350 قبل الميلاد). وهو أقرب الآلات الموسيقية إلى الروح والوجدان الإنساني، وقد ارتبط منذ ذلك الحين بصلةٍ وثيقة مع الثقافة والتقاليد العربية.

وكان العود لآلاف السنين رفيقاً دائماً للإنسان في أسفاره؛ حيث استقطب مختلف الأعمار. كما لعب دور السفير بين مختلف ثقافات العالم، وأصبح المترجم الروحي للإنسان في تعامله مع الآخرين. وحظيَ العود بمكانة كبيرة في الحضارة العربية الإسلامية، فكان يعتبر أهم آلاتهم الموسيقية. وقد بنى العديد من الفلاسفة العرب أمثال: الفارابي، والكندي، وابن سينا، وغيرهم نظرياتهم الموسيقية حول آلة العود. ويزخر التاريخ العربي بالعديد من عازفي العود البارزين وتجاربهم التي أسست للمدارس الموسيقية التي نعرفها اليوم، ومنهم: ابن سريج، وزرياب، وغيرهما الكثير.

ومنذ فتح العرب للأندلس، لعب العود دوراً محورياً كذلك في تطوير الموسيقى الغربية. ويعود الفضل في هذا للموسيقي زرياب (ولد عام 160ﻫــ/777م، وتوفي عام 238ﻫــ/852م)، والذي كان كبير المغنيين في الأندلس، وشيخ العوّادين، وأحد المخترعين الرئيسيين لآلة العود الذي له الفضل الكبير في انتشارها وتطورها.